انسداد الشرايين الطرفية و اسبابه
تعمل الشرايين على توصيل الدم من القلب إلى أجزاء الجسم المختلفة للقيام بوظائفها و انسداد الشرايين الطرفية هى حالة تصيب الأوعية الدموية و تمنعها من أداء وظيفتها حيث تفقد الشرايين مرونتها و قدرتها على ضخ الدم إلى الأطراف و هو ما يعرف بتصلب الشرايين و يقل تدفق الدم نتيجة تراكم الدهون على البطانة الداخلية للأوعية الدموية التي تؤدي إلى ضيق الشريان و عدم سريان الدم بشكل طبيعي داخله مخلفًا العديد من المشاكل الصحية . عندما يحدث ذلك في الشرايين المغذية للساقين تبدأ عضلات لساق في التأثر و يشعر المريض بتقلصات أثناء المشي. بعد ذلك تتأثر القدمين بشكل كبير و يكون هناك صعوبة في ممارسة الأنشطة اليومية فيشعر المريض بألم في القدمين.
قد يتطور الأمر و يؤدي إلى حدوث جروح و قرح بالقدم و قد يصل إلى درجة موت الأنسجة (الغرغرينا) و بالتالي فقدان القدم.
و يجب التنبيه على أهمية زيارة الطبيب و عدم إهمال الأعراض التي يشعر بها المريض خاصة مرضى السكر حيث يساعد التشخيص المبكر على إنقاذ المريض قبل تفاقم الحالة و الوصول إلى تهديد القدم بالبتر..
و يحدث انسداد الشرايين الطرفية نتيجة الإصابة بمرض السكر و التدخين و السمنة و ارتفاع ضغط الدم و بعض العوامل الوراثية.
علاج انسداد الشرايين الطرفية بالدعامات
يتم تشخيص انسداد الشرايين من خلال الإجراءات الفحص الجسدي ومعرفة التاريخ الطبي للمريض و إجراء التحاليل الطبية و الفحص بالموجات فوق الصوتية و التصوير بالأشعة المقطعية أو الرنين المغناطيسي. الفحوصات تحدد بدقة أماكن الانسداد و بالتالي تساعد على وضع خطة العلاج المناسبة.
بعض المرضى يمكن علاجهم بالعلاج التحفظي ، حيث يتم تناول أدوية تزيد من سيولة الدم ، و أخرى تقلل من مستوى الدهون بالدم ، و أخرى تقوم بتوسيع الشرايين. لا يتوقف العلاج التحفظي على الأدوية و إنما يمتد إلى تغيير نمط الحياة ككل، و إيقاف التدخين و الاكثار من المشي.
تغيير نمط الحياة يشمل تناول غذاء صحي غني بالخضروات و خالي من الدهون الضارة و يحافظ على مستوى السكر، و ممارسة هوايات و رياضات لكسر حدة التوتر و القلق و هي من الأمور التي تزيد من تصلب الشرايين.
كثير من الحالات تحتاج للعلاج عن طريق القسطرة حيث يتم من خلال ثقب صغير بالجلد ادخال أدوات دقيقة مثل السلك المرشد و المدخل و البالون طبي، و يتم إمرار السلك المرشد عبر مكان الانسداد و بالتالي يسمح باختراق باقي الأدوات للانسداد، و يعمل البالون على توسيع الشريان المسدود و تعمل دعامات الأوعية الدموية على فتح الشرايين الضيقة أو المسدودة، في بعض الحالات يكون هناك احتياج لاستعمال أدوية مذيبة للجلطات أو بالونات دوائية. العلاج عن طريق القسطرة يتطلب حقن صبغة لتصوير الشرايين تحت جهاز الأشعة، و هو الأمر الذي يتطلب التأكد من سلامة وظائف الكلى قبل بدء العلاج. اذا تبين وجود قصور في وظائف الكلى يمكن الاستعانة بغاز ثاني أكسيد الكربون كبديل للصبغة التقليدية حماية لكلى المريض.
بعض الحالات لا يناسبها العلاج بالقسطرة لأسباب لها علاقة بأماكن و طبيعة الانسداد، في هذه الحالة يتم العلاج جراحيا عن طريق عمل وصلة شريانية تكون بمثابة كوبري ينقل الدم من الشريان السليم قبل موضع الانسداد إلى ما بعد مكان الانسداد. تتميز عمليات الوصلة الشريانية بجودة نتائجها، و لكن يعيبها أنها تمثل درجة من الخطورة على القلب و الرئتين و أحياناً المخ، كما يحمل التخدير درجة من الصعوبة و الخطورة، و خاصة اذا كان المريض مصاباً بأمراض قي القلب و الرئتين، لكل هذه الأسباب لا يتم اللجوء إلى جراحة الوصلة إلا عند الاضطرار و في أضيق حدود.